باب موصد ، هواء شحيح في ضيقِ المكان
يُدور غباراً على صفيحِ شمس لاهثة، تحترق معها لوعة الآهات
وأنتِ تدندنين بأغنيةٍ يُداريها حزن
يشعل أخر ما تبقى من فسحةِ الحب...
أغلق مفتاح الروح ، ثم أُوَّسد خصلةٍ من شعركِ
على حائطِ سجني...
يسحبني ذلك الذي أشتهيه ولا أتداركه
يأسي قاعة رحبة لحضوركِ الكثيف...
أصفف بقايا رعشة الروح ، أضعها في خفةِ الريشة
أدفعها إليك، طائراً إلى مائدة أخرى وأخرى،
باحثاً عن مخلبِ الموت المحتمل
أُنبهك لكي أعيد لك بيأسي
جذوة الروح...
سيدتي أنتِ الحاملة هذا الوجع الثقيل من وزرِ الأيام
وأنت نجيع آخر ما اعتصرت يداي من نبيذ رومي معتق منذ
آلاف السنين يؤرخ حكايا الأيام وروعة تاريخ العشاق...
ليس أمامي غير مركبك الجليل أبتل به من راحتيك
ندىً أتنفس فيه من موجٍ يحرك شيئا ليس كالذي ألفته...
أشد اللّوح الآبنوسيَّ بأوتارٍ من وجع الأهل
أشيد أغنيتي، نشيدي...ثم أبحر أليكِ في رغبةٍ من هجرةٍ
إلى حيث لا أدري...
روحك تتسامى خوفاً في هذا الكثيف
في فضاءٍ من زهوٍ خادع نتلبس فيه ما بين رعشة
باب متداع وقلب تطوقه الأسوار...
رايتي أنتِ عند حوافرِ خِيلنا، بياضها الغُرّ،صهيلها
سروجها، أعنتّها ومجد أيامها الزاهيات...
بدونكِ سأُفتت هذا المكان، أُشظي روحي
لكي ينتهي زمان واقف في كنه...
أبحث في ظلمةٍ شقيةٍ عن صوتكِ، بهائك، عطرك
حضورك، رائحة جسدك... أجمع أشياءك الصغيرة لأعيد
صورة الانتظار الجميل...
بدونك سأهوي إلى مملكةٍ شقية
يلبسها الجن والشياطين...
أنتِ الرب الذي يكفن عمري ، والذي يهديني
رحمة أرتديها عند حافةِ قيامةٍ حارقه...
أعيد ترتيب حروفك
أشد على قواعدكِ البهية
أصنع منك نبياً للخليقةِ
أطلقك في المتخيل..
رائعةٌ أنتِ في شقاءكِ ، حزنك ، قربك
غروبك، ورفضك المتقد...
تعالي نتداوى في تشابك الأصابع
نلتحف بطينِ الأرضِ التي نحب
نشعل جسدينا لنشع الدفء
في بردِ القصيد...
أيُّ صحراء وحشية ستسلبنا أنفاس الناس
إذا توارينا في مملكة البرد...؟
نحن بلا حاشية الأحبة نفقد جذوة الجمر...
نحن بدون المرتجى الثابت نخرق قاعدة عرفناها
منذ أن كنا هناك...
نزجي أيامنا بالحلو
ونعلم الآخرين كيف يقتنصون
كل لحظة من شرود الحب...
نحن نعيد للوطن تلوينه المعروف...
للبابِ دفته
وللمفتاح ثقبه الضيق
المفتوح على دنيا
هي أوسع من أربع جدران عرفناها
هي الكون كله حتى آخر نجم...
حتى آخر الشقاء...!